أسواق المال: تراجع الأسهم الأمريكية والركود الاقتصادي يلوح في الأفق
بقلم الفريق الاستراتيجي لدى ساكسو بنك
الأسهم
واصلت عقود الأسهم الأمريكية الآجلة التراجع يوم الجمعة بعد أن كشفت التقارير المالية الضعيفة لشركات التكنولوجيا الكبرى عن أداء مخيب للآمال، الأمر الذي أثر سلباً على معنويات السوق. حيث شهدت أسهم أمازون انخفاضاً بنحو 7% في التداول الموسع بعد عدم تمكنها من تحقيق الإيرادات المتوقعة للربع الثاني بالإضافة إلى توقعات بمزيد من التراجع في المستقبل. كما هوت أسهم إنتل بنسبة تقارب 20% بعد الإعلان عن خفض القوى العاملة بأكثر من 15% وتعليق توزيع الأرباح بدءاً من الربع الرابع لدعم خطة تحول الشركة. أعلنت سناب عن أرباح تتوافق مع التقديرات ولكنها قدمت توجيهات ضعيفة للربع الثالث أدت إلى انخفاض الأسهم بأكثر من 20% بعد ساعات التداول.
انخفض مؤشر داو جونز بنسبة 1.21%، وسجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 تراجعاً بنسبة 1.37%، بينما هبط مؤشر ناسداك 100 بنسبة 2.44% يوم الخميس. كشف مؤشر مديري المشتريات التصنيعي عن انكماش أكبر من المتوقع في قطاع التصنيع، مسجلاً أعمق انخفاض في ثمانية أشهر، في حين انخفضت مستويات التوظيف لتقارب أدنى مستوياتها في عام 2020. وارتفعت طلبات إعانة البطالة الأولية إلى 249 ألف طلب، وهو أعلى مستوى لها منذ عام، وارتفعت تكاليف العمالة بنصف المعدل المتوقع في السوق للربع الثاني، على الرغم من التحسن في الإنتاجية.
السندات
استمرت موجة صعود سندات الخزانة مدعومة ببيانات مؤشر مديري المشتريات التصنيعي ومطالبات البطالة، حيث يراهن المتداولون على احتمال حدوث ثلاث تخفيضات على الأقل في أسعار الفائدة هذا العام. كما تراجعت عوائد سندات الخزانة لأجل عشر سنوات إلى أقل من 4%، وهو أدنى مستوى منذ فبراير، بينما انخفضت عوائد السندات لأجل عامين 10 نقاط أساس في نهاية الجلسة الأمريكية بحسب ساكسو بنك. جاء هذا الارتفاع بعد مكاسب قوية يوم الأربعاء عقب إعلان السياسة النقدية من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
السلع
تراجعت أسعار الذهب إلى حوالي 2446 دولاراً للأونصة يوم الخميس، بعد ارتفاع بنسبة 1.6% في الجلسة السابقة. لا يزال الذهب قريباً من مستويات قياسية مدعوماً بتوقعات بتيسير السياسة النقدية الأمريكية والطلب على الأصول الآمنة. وعلى صعيد آخر، هبطت عقود خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 2.05% إلى 76.31 دولاراً للبرميل، بينما تراجع خام برنت بنسبة 1.63% إلى 79.52 دولاراً للبرميل. يتأرجح المستثمرون بين قرار منظمة أوبك+ بالحفاظ على سياسة الإنتاج الحالية ومخاوف التصعيد المحتمل في الشرق الأوسط. تراجعت عقود النحاس بنسبة 2.25% إلى 4.08 دولار للرطل، وسط مخاوف بشأن الطلب من الصين.
العملات
ارتفع الدولار الأمريكي بشكل طفيف مقابل العملات المرتبطة بالدورة الاقتصادية، بينما تفوقت العملات الآمنة مثل الين الياباني والفرنك السويسري. تستمر البيانات الاقتصادية الأمريكية الضعيفة في تعزيز توقعات السوق بتخفيضات أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي أكثر مما تشير إليه التوقعات الحالية. تراجع الجنيه الإسترليني على الرغم من موقف بنك إنجلترا المتشدد، والذي نعتبره انخفاضاً مؤقتاً بحسب ساكسو بنك. انخفض أيضاً الدولار الأسترالي والدولار الكندي مع تركيز السوق على بيانات الوظائف الأمريكية المرتقبة.
مؤشرات الاقتصاد الكلي
أظهر مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الأمريكي لشهر يوليو ضعفاً ملحوظاً حيث تراجعت القراءة الرئيسية إلى 46.8 بشكل مفاجئ، وهو أدنى مستوى منذ نوفمبر، مقارنة بـ 48.5 سابقاً. وعلى الرغم من ارتفاع أسعار المدفوعات بشكل أكبر من المتوقع إلى 52.9، إلا أن التوظيف والطلبات الجديدة تراجعا إلى 43.4 و 47.4 على التوالي.
ارتفع عدد المطالب الأولية لإعانة البطالة الأمريكية إلى 249 ألفاً في الأسبوع المنتهي في 27 يوليو، متجاوزاً التوقعات عند 236 ألفاً، مما أدى إلى زيادة المتوسط المتحرك لأربعة أسابيع إلى 238 ألف. كما ارتفعت المطالب المستمرة إلى 1.877 مليون، مقارنة بـ 1.844 مليون في الأسبوع السابق. على الرغم من احتمال تأثير العوامل الموسمية، فإن تباطؤ تبريد سوق العمل مستمر.
بنك إنجلترا: قام بنك إنجلترا بخفض سعر الفائدة الرئيسي لأول مرة منذ مارس 2020، ليصل إلى 5.0% من 5.25%. جاء هذا القرار بأغلبية خمسة أصوات مقابل أربعة. حيث أكد محافظ البنك على ضرورة تجنب خفض مبالغ فيه أو متسرع لأسعار الفائدة. ومع ذلك، تتوقع الأسواق مزيداً من التيسير النقدي بمقدار 40 نقطة أساس خلال العام الحالي.