شركات الاستشارات تستحوذ على أموال المساعدات (إنفوغرافيك)
كشف تحقيق صحفي نشر مؤخرا أن شركات الاستشارات العالمية تستحوذ على مليارات الجنيهات الإسترلينية من أموال المساعدات الخارجية، الأمر الذي قد يضطر القطاع إلى الكشف عن أجور ورواتب تلك الشركات، بل وعقود الشركات العاملة في هذا القطاع.
وباختصار، هذا يعني أن جزءا كبيرا من الأموال المخصصة لمساعدة الدول المحتاجة يتحول إلى جيوب الشركات الاستشارية على شكل “استشارات”.
وبلغ جم تلك الاستشارات، بحسب التحقيق الذي أجرته صحيفة التايمز البريطانية وشمل أكثر من 70 ألف عملية تحويل مالي أظهرت أن الإنفاق على الاستشارات تضاعف منذ العام 2012 وزاد على مليار جنيه استرليني.
وحصلت الشركات البريطانية العشر الكبرى على أكثر من نصف تلك الأموال.
وبحسب نتائج التحقيق الصحفي، فقد حصل مركز دراسات وأبحاث بريطاني على أكثر من 10 آلاف جنيه لقاء كتابة مدونة واحدة، بينما حصل آخر على 23 ألف جنيه من أموال دافعي الضرائب لكتابة “ملخص من صفحتين” حول السياسة العامة.
وحصل مركزان آخران على مبلغ 12 ألف جنيه لكل منهما لقاء موضوع من 6 صفحات يلخص خطوات كيف التكيف والنهوض من الكوارث، كما حصلت شركتان على مبلغ 16 ألف جنيه لكل منهما مقابل كتابة بحث للنقاش من 30 صفحة.
وتقاسم بنك جاي بي مورغان مبلغ مليون جنيه على شكل مساعدة مالية مع شركة قانونية لتقديم نصائح لصندوق الثروة السيادي في نيجيريا.
وقالت وزيرة التنمية الدولية البريطانية بريتي باتيل، التي ينتظر أن تقوم بمراجعة كل عقود المساعدات الخارجية إثر التحقيق الصحفي، إنها لن تتسامح مع “تربح أولئك الذين أسسوا صناعة من معاناة فقراء العالم”.
وأوضحت أنها تدرس “إجبار” الجهات التي تقدم المساعدات على الكشف عن كل العقود ذات العلاقة.
ورغم أن وزارة التنمية الدولية قالت إنها خفضت الإنفاق على الاستشارات إلى الصفر خلال السنوات الثلاث الماضية، وإلى 98.9 في المئة منذ العام 2009، فإن التحقيق الذي أجرته الصحيفة كشف أنه تم دفع أموال إلى 265 شركة استشارات، بالإضافة إلى دفعات مالية إلى 273 شركة أخرى نظير خدمات استشارية وتقنية، وصلت إلى 931 مليون جنيه عام 2015 مقابل 501 مليون جنيه عام 2012.
يشار إلى أن بريطانيا قدمت مساعدات مالية العام الماضي وصلت إلى 12.2 مليار جنيه، بينما قالت وزارة التنمية الدولية إنها تنفق سنويا نحو 8.4 مليار جنيه على برامج مساعدات، بينما تذهب باقي الأموال إلى وزارات أخرى أو يتم إنفاقها على تكاليف أخرى.
وكانت الدول السبع الكبرى قدمت مساعدات العام الماضي زادت على 70 مليار جنيه، منها 20 مليارا من الولايات المتحدة، إلى جانب 12 مليارا من بريطانيا.
