3.3 تريليون دولار ..حجم سوق المدن الذكية في 2025
دبي – هشام رفعت:
في إطار التحضيرات الجارية لانعقاد أسبوع جيتكس للتقنية 2015 الذي يُقام في الفترة من 18 إلى 22 أكتوبر الجاري في مركز دبي التجاري العالمي. أعلن خبراء اليوم في المؤتمر الصحفي الخاص بالحدث أن إقليم الشرق الأوسط بات على أعتاب ريادة عالمية في ابتكارات إنترنت الأشياء المتعلقة بالتقنيات المتصلة، وإنه من المنتظر أن تشكّل التقنيات المتصلة، كالتطبيقات المتنقلة وخدمات الحكومة الذكية والطائرات المسيرة عن بعد والطباعة ثلاثية الأبعاد والروبوتات، الأساس لنمو مدن المستقبل في المنطقة. وسوف تشكل هذه التقنيات أهم محاور الدورة الـ35 من أسبوع جيتكس للتقنية 2015. وتتوقع الدراسات أن يصل حجم سوق المدن الذكية العالمية إلى 3.3 تريليون دولار، بحلول عام 2025، في حين أن نصف مدن المستقبل العالمية تقريباً، والبالغ عددها 26 مدينة، تُبنى في أسواق ناشئة مثل الشرق الأوسط. كما أن سوق الحوسبة السحابية الإقليمية أصبحت مهيّأة للنمو من 118.5 مليون دولار في عام 2014 إلى 668.5 مليون دولار في عام 2020.
إقليم الشرق الأوسط يدعم الابتكار
وفي هذا السياق، قالت تريكسي لوه ميرماند، النائب الأول للرئيس في مركز دبي التجاري العالمي، الجهة المنظمة لأسبوع جيتكس للتقنية، يواصل إقليم الشرق الأوسط لعب دور مذهل في دعم الابتكار، وتطبيق التقنية، وتبادل المعرفة حول تقنيات إنترنت الأشياء، مدفوعة بخطط الاستثمار والتنمية على امتداد المنطقة، وتشهد على ذلك الدورة الخامسة والثلاثين لأسبوع جيتكس للتقنية التي ستكون “الكبرى وصاحبة الطابع العالمي الأبرز حتى الآن”، لافتة إلى أن قائمة المشاركين في الحدث من قادة الفكر ذوي الشهرة العالمية وشركات التقنية العالمية البارزة “تعكس اهتماماً كبيراً بالطرق التي يمكن بها لتقنيات إنترنت الأشياء، مثل الطائرات المسيرة عن بعد والروبوتات والطباعة ثلاثية الأبعاد، أن تؤثر في الحياة اليومية للبشر وفي كل قطاع رئيسي في منطقة الشرق الأوسط وما جاورها”.
وينصب تركيز أسبوع جيتكس للتقنية 2015، الذي يُقام تحت شعار “مستقبل إنترنت كل شيء”، على مواضيع رئيسية تشمل الابتكار والسحابة المتصلة والبيانات الكبيرة والقدرات التنقلية والأمن، وهو يواكب احتفاء دولة الإمارات العربية المتحدة بالابتكار من خلال أسبوع الابتكار المرتقب في شهر نوفمبر القادم، فضلاً عن الإعلان الرسمي عن العام 2015 عاماً للابتكار.
مبادرات وفعاليات جديدة
وفي إطار تركيزه على دعم التعاون وتعزيز إعداد أجندة الجيل التالي من التقنية، يقدم أسبوع جيتكس للتقنية 2015 عدد من المبادرات والفعاليات الجديدة.
حيث ستعرض “منطقة آفاق جيتكس“، حلول تقنيات ناشئة مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد والطائرات المسيرة عن بعد والروبوتات، ومؤتمر “شعلة جيتكس” الذي سيشكل ملتقى للعديد من الرواد حول العالم، وسيتخذ من الابتكار والتشغيل البيني موضوعاً له. بالإضافة إلى أحاديث جيتكس التقنية حول الابتكار التي ستكون جلساتها مفتوحة للجميع، وتستضيف الفعاليتان ما يزيد على 100 جلسة يتحدث فيها أكثر من 150 من قادة الابتكار التقني العالميين، ومن أبرزهم رئيس وزراء إستونيا، ووزراء تقنية المعلومات والاتصالات في مصر وكينيا ونيجيريا، وتنفيذيون كبار من شركات عالمية مثل أكسنتشر وبوينج وبي پي وفيسبوك.
من جانب آخر، يُنتظر أن يشكل قسم محور جيتكس مظلة للتحول الرقمي المتمحور حول القطاعات الرئيسية، كالبنوك والإنشاءات والتعليم والرعاية الصحية والتجزئة والنفط والغاز، مقدماً لهذه القطاعات إمكانيات جديدة للتواصل وإجراء البحوث ووضع الحلول التقنية، وذلك في وقت باتت سوق البرمجيات في دول مجلس التعاون الخليجي مهيّأة لتحقيق نمو مضاعف، إذ أنه من المتوقع أن يرتفع حجمها من 756 مليون دولار في العام 2014 إلى 1.45 مليار دولار في 2020.
ومن المقرر أن تستضيف منطقة الطائرات المسيرة عن بعد في قسم “آفاق جيتكس”، عدداً من الفائزين بـ”جائزة الإمارات للطائرات بدون طيار لخدمة الإنسان”، إلى جانب جهات مصنعة لهذه الطائرات على رأسها “دي جيه آي”، كبرى الشركات في مجالها بالعالم، وذلك في إطار شراكة بين جيتكس والجائزة.
ومن جهة أخرى، يمكن أن يتعرف زوار منطقة الروبوتات، التي ترعاها شركة “ديجي روبوتيكس”، على أحدث أنواع الروبوتات وكيفية تمكينها في حقبة إنترنت الأشياء. أما منطقة الطباعة ثلاثية الأبعاد، أو المجسمة، التي ترعاها شركة “حلول جاكيس للأعمال”، فستعرض أساليب الطباعة المجسمة باستخدام مواد متنوعة، علاوة على التعريف بكيفية إحداث هذه التقنية للتحول المنشود في مجالات كالرعاية الصحية والتعليم والتصنيع.
وتشمل أقسام أسبوع جيتكس للتقنية الجديدة والموسعة مختبر المهارات الإبداعية من جوجل، الأكبر في العالم، وجيتكس “هاكاثون”، وجوائز “هوت ستف”، ومختبر جيتكس للطلبة، ومجلس “كونكشنز” للتواصل، وردهة “كونكشنز”، وخدمة “كونكشنز” الإلكترونية. كما يستضيف جيتكس حدثين مصاحبين كبيرين، هما سلسلة مؤتمرات موبايل 360 التي ينظمها “الاتحاد العالمي لأنظمة الاتصالات المتنقلة”، وتعتبر المؤتمر الأبرز لمجتمع شركات تقنيات المحمول بالمنطقة، و”إنفوكوم الشرق الأوسط وإفريقيا”، أكبر الفعاليات الإقليمية في مجال النظم الصوتية والمرئية.
ويُنتظر أن يرحب أسبوع جيتكس للتقنية 2015، أكبر معرض في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا، وثالث أكبر حدث من نوعه في العالم، بما يزيد على 130 ألف زائر من أكثر من 150 بلداً، بينهم ما يفوق العشرين ألفاً من كبار التنفيذيين، وأكثر من 3600 شركة وعلامة تجارية عارضة من 62 بلداً.
وقد لاقى الحدث نمواً كبيراً بالاهتمام العالمي مدفوعاً بتطور وتقدم مبادرات مدن المستقبل، التي تتصدرها دولة الإمارات، عبر مبادرة مدينة دبي الذكية ورؤية الإمارات للعام 2021 اللتان توجهان دفة التحول الرقمي في إمارة دبي وفي البلاد عموماً.
أعلى معايير مدن المستقبل الذكية
وأكّدت الدكتورة عائشة بطي بن بشر، المدير العام المساعد للمكتب التنفيذي لحكومة دبي، ومدير فريق العمل في مبادرة دبي الذكية، التزام دبي بوضع أعلى المعايير لمدن المستقبل الذكية العالمية، مشيرة إلى الحرص على العمل مع مؤسسات رائدة في القطاعين العام والخاص، لتلبية كافة احتياجات سكان وزوار دبي، سواء في الحوكمة أو التعليم أو الرعاية الصحية، وذلك من خلال بناء بنية تحتية متطورة ومترابطة وسريعة الاستجابة على امتداد المدينة. وأضافت: “سنعمل بالتعاون مع شركائنا على تمكين شروط بناء الاقتصاد الذكي من خلال دعم ريادة الأعمال والتنافسية العالمية، ليكون مثلاً يحتذى به بالنسبة لكافة الاقتصادات الناشئة، كما سنواصل اتباع منهجية واضحة لاعتماد الحلول التقنية وتجديدها، بدءًا من التطبيقات المتنقلة إلى الطائرات بدون طيار ، لنحدد سبل الاستفادة من تلك الأدوات وتطبيقها لنضمن تقديم تجربة لا مثيل لها في دبي، وجعلها أكثر أمناً وكفاءةً ويسرًا وتأثيرًا للجميع”.
السعودية مهتمة بالتحوُّل إلى الحكومة الإلكترونية
تشارك المملكة العربية السعودية في أسبوع جيتكس للتقنية 2015 كشريكاً قُطرياً رسمياً للحدث، ممثلة بوزارة الداخلية، وذلك في دلالة على قوة تبني المنطقة لتقنيات إنترنت الأشياء، وفي ظلّ تشييد أربع مدن اقتصادية متقدمة تقنياً في المملكة.
وفي هذا الإطار قال المتحدث الرسمي لمركز المعلومات الوطني المهندس محمد بن عبدالله العسيري أن رعايتنا ومشاركتنا في معرض جيتكس الدولي والأكبر لتقنية المعلومات والاتصالات في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا يأتي تأكيدًا لما توليه حكومة المملكة من اهتمام بالغ في التحوُّل إلى الحكومة الإلكترونية، بالنظر إلى ما تقدمه مفاهيم الحكومة الإلكترونية من مكاسب كُبرى للاقتصاد الوطني واهتمامها لضرورة مواكبة التطورات وتبني المفاهيم والأدوات الحديثة، وتفعيلها لدعم التحول إلى مجتمع المعلومات، وزيادة الكفاءة والفاعلية، ورفع إنتاجية القطاع العام، وتحسين مستوى تقديم الخدمات الحكومية للمواطنين والمقيمين وقطاع الأعمال.”
توجيه دفة التحول الرقمي
وتسعى شركة إس إيه بي العالمية من خلال مشاركتها بالحدث كشريك استراتيجي إلى توجيه دفة التحول الرقمي في أسبوع جيتكس للتقنية من خلال إطلاق منصة “رن سمبل ترك” وحلول تحليلات البيانات الكبيرة لأول مرة في المنطقة. وسيتحدث ممثلو الشركة مثل جوناثان بيكر، رئيس الحلول الرقمية في إس إيه بي، وأوليفر بيرهوف، مدير المنتخب الوطني الألماني لكرة القدم، في فعالية “شعلة جيتكس” لاستعراض دور حلول وتقنيات إس إيه بي بدعم جهود الفريق الألماني لكرة القدم للفوز بكأس العالم 2014.
وأكد هانيس ليبي، رئيس العمليات لدى إس إيه بي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن الشركات والمؤسسات في منطقة الشرق الأوسط بحاجة إلى إعادة تصور وبناء طريقة عملها على امتداد ثلاثة محاور رئيسية لتتمكن من تحقيق النجاح في عهد إنترنت الأشياء، والمحافظة على تنافسيتها في عصر الاقتصاد الرقمي. وقال: “تشمل أهم محاور التغيير كلاً من نماذج الأعمال وآليات الأعمال وطرق تنظيم العمل داخل المؤسسة. وتعتبر قضية تعقيد الأعمال هي الأكثر إلحاحاً على مستوى شركات المنطقة حالياً، إذ أنها تتسبب بضياع حوالي 10 بالمئة من حجم الأرباح السنوية”.
وأضاف ليبي: “مع التوقعات بتضاعف حجم الاقتصاد الرقمي الإقليمي لتصل قيمته إلى 30 مليار دولار بحلول العام 2018، فإن تقنيات التحليلات الفورية ستمكن الشركات من تقليص حجم التعقيد وإدارة أعمالهم بطريقة أبسط. وانطلاقاً من ذلك، ستقدم إس إيه بي في أسبوع جيتكس خارطة طريق لدعم التحول الرقمي، وعرض قدرات تقنيات التحليلات الفورية للبيانات الكبيرة، في دعم النمو وتبسيط آليات الأعمال ابتداءَ من إعادة تصور غرف الاجتماعات في المدن الذكية ووصولاً إلى الرياضة المتصلة”.
التحول الرقمي يعزز النمو الاقتصادي
من جانبها، ستعمل شركة أكسنتشر، باعتبارها شريك جيتكس الحصري للتحول الرقمي، على تقديم أفكار ورؤى طليعية مبتكرة بشأن أفضل الطرق التي يمكن اتباعها لإحداث التحول الرقمي المنشود في الشركات ولدى الحكومات على الصعيدين الإقليمي والدولي، عبر اللجوء إلى أحدث التقنيات الرقمية والاعتماد على إنترنت الأشياء. ومن المقرر كذلك أن تكشف الشركة العالمية المتخصّصة في الاستشارات الإدارية والخدمات التقنية والتعهيد، النقاب عن النتائج الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط والتي توصل إليها برنامجها للبحوث المسمّى “الرؤية التقنية”، وهي نتائج يُنتظر أن تساعد على تسهيل إجراء “نقاش رقمي” عبر قنوات التواصل الاجتماعي في حدث هذا العام. وسينصبّ تركيز المتحدثين من قادة الفكر في أكسنتشر على إنترنت الأشياء الصناعية والمدن الذكية، وعلى رأس هؤلاء بول دوغرتي، كبير مسؤولي التقنية في الشركة، الذي سيلقي كلمة أمام مؤتمر “شعلة جيتكس”.
وقال عمر بولس، المدير التنفيذي لشركة أكسنتشر في منطقة الشرق الأوسط، إن التحول الرقمي يمكن أن يعزز القدرة التنافسية والنمو الاقتصادي، مشيراً إلى أن أبحاث أكسنتشر تُظهر أن إطلاق العنان لهذه القدرات يمكن أن يضيف تريليونات إلى الناتج المحلي الإجمالي للاقتصادات العالمية، وأضاف: “شهية هذه المنطقة المفتوحة للإبداع تجعلها تحتل موقعاً فريداً يمكّنها من الاستفادة من الفرص الرقمية الكامنة، ويسعدنا أن نكون في قلب النقاش الدائر حول هذا الموضوع في جيتكس”.
“آي بي إم”، شريك رئيسي
وتعود عملاقة تقنية المعلومات العالمية “آي . بي . إم”، مرة أخرى للمشاركة في أسبوع جيتكس للتقنية كشريك رئيسي، عارضة حلولها الخاصة بالمدن الذكية، تحت شعار “أهلاً بكم في عصر المعرفة”. وستقدم الشركة الرائدة في جيتكس هذا العام خلاصة تجربتها التي تتيح لمسؤولي الشركات والمدن الانطلاق في رحلة التحول مع “آي . بي . إم” لكي تمكنهم من البناء على كل الانجازات التي قاموا بها سابقاً سواءً عبر تبني السحابة أو التقنيات النقالة أو التقنيات التحليلية والتواصل الاجتماعي والأمن. كما ستركز كذلك على الآلية التي تمكّن المدن من تطبيق الحلول المعرفية من أجل إثراء مستوى خدمات المواطنين وتجربتهم، من خلال المساعدة على توفير مجتمعات أكثر أمناً، ومياه أنظف، وأنظمة نقل عام متطورة، بالإضافة إلى منظومة رعاية صحية متقدمة، وأبنية أكثر ذكاءً.