بسام السمان يستعرض الاسلوب الانجح لبناء قادة المستقبل في السعودية
جدة – البورصة والاقتصاد:
أكد بسام السمان الرئيس التنفيذي لشركة سي ام أس ان محاكاة المهارات القيادية من خلال ادارة المشاريع تبقى الاسلوب الانجح والافضل لبناء قادة المستقبل.
وأوضح أن أحد أهم التحدّيات التي تواجه الإدارة العليا في أي هيئة ، حكومية كانت أو خاصة ، هو كيفية تطوير الكفاءات الوطنية الشابة وتأهيلها بالشكل اللازم لكي تتولى دفّة القيادة والمساهمة الفاعلة في تسريع عجلة التحوّل من أجل تحقيق الأهداف الوطنية المتمثّلة في الوصول بنجاح إلى الرؤية المنشودة ، من رؤية 2030 التي اطلقها صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان ولي ولي العهد ، وهي الخطوة الأولى في توجهنا الجديد نحو تطبيق أفضل الممارسات العالمية في بناء مستقبل أفضل لوطننا. ولأجل تحقيق آمالنا وتطلعاتنا، بدأنا بالفعل بتنفيذ عدد من البرامج التي أسهمت ومهدّت الطريق أمام بناء هذه الرؤية ، وهنا تبرز أهمية وفائدة البرامج التدريبية المتخصّصة ببناء وتنمية المهارات القيادية في إدارة المشاريع في المملكة العربية السعودية والتي يتم من خلالها بيان أفضل الممارسات والأساليب في الإدارة والقيادة ، بالإضافة إلى إطلاق العنان للمهارات الفردية الواجب على أي قيادي أن يكون متمكّناً منها.
وأضاف إن فكرة إطلاق أي مشروع هو السعي المؤقت لإيجاد منتج أو خدمة فريدة . وتعني كلمة مؤقت هنا أن كل مشروع له بداية محددة وتعني كلمة فريدة أن المنتج أو الخدمة مُختلفة بطريقة متميزة عن كلّ المنتجات والخدمات الأخرى. ومما لا شك فيه أنّ التدريب النظري وكذلك العملي لا يغني عن أهمية ممارسة القيادة بشكل متواصل ومستمر لكي تصبح تلك الممارسات والمهارات جزءاً لا يتجزّأ من طبيعة عمل وتصرّف القيادي لادارة أي مشروع . ولعل أحد الأساليب الرئيسية التي تساعد الفرد على محاكاة المهارات والممارسات القيادية هي إدارة المشاريع، حيث أن إدارة أي مشروع تتطلّب تطبيق أفضل الممارسات القيادية في علم إدارة المشاريع، بما في ذلك تلك المتعلّقة بعمليات الإطلاق والتخطيط والتنفيذ والمتابعة والإغلاق الخاصة بالمشروع. ويتضمّن ذلك إدارة ما يحتويه المشروع من أعمال يجب إنجازها في مدّة زمنية محدّدة والالتزام بالكلفة المرصودة والامتثال لمعايير الجودة والسلامة المطلوبة من أجل ضمان استكمال المشروع على أكمل وجه والاستيفاء لكافة المواصفات والمقاييس المحدّدة. كما وتتطلّب إدارة المشاريع بناء وإدارة فريق العمل الذي سيتولى مسؤولية إنجاز المشروع وما يتطلّب ذلك من بناء قنوات تواصل فعّالة بين أعضاء الفريق وكافة الأطراف الأخرى التي لها علاقة بالمشروع بشكل مباشر أو غير مباشر. وعلاوةً على ذلك، فإن إدارة أي مشروع تتطلّب مهارات متخصّصة وقادرة على مواجهة المخاطر التي غالباً ما يتعرّض لها المشروع نتيجة عدم توافر المعلومات والبيانات الكافية، وهذا يسوقنا إلى الحديث عن ضرورة امتلاك القيادي مهارات وكفاءات عالية في مجال إدارة المخاطر والتي عادةً ما تتطلّب التعاقد والتعاون مع أطراف خارجية للمساعدة في إنجاز أجزاء من أعمال المشروع بغية معالجة بعض أنواع المخاطر التي ليس بمقدور الهيئة المنفّذة للمشروع تحمّلها.
ولا تقتصر الإدارة الناجحة للمشاريع على إلتزام مدير المشروع بتطبيق تلك الأساليب والممارسات فحسب، بل تتطلّب من المدير أيضاً أن يكون ذلك القيادي الذي بوسعه بناء فريق عمل متماسك وقادر على تخطّي كافة الصعاب التي يتعرّض لها أي مشروع مهما كانت طبيعته أو حجمه. كما تتطلّب من ذلك القيادي أيضاً معالجة كافة مشاكل المشروع قبل أن تتطوّر وتصبح عائقاً أمام تحقيق الأهداف المرجوة، وهو ما يؤكّد على ضرورة تحلّي القيادي بالمقدرة على التعامل مع كافة أنواع الضغوطات وأن يكون يمتلك المهارة العالية في التفاوض والتواصل والتخاطب وإقناع الأطراف المعنيّة بما هو أفضل لنجاح المشروع والحصول على دعمهم الكامل في هذا السياق. وبعبارة أخرى، على مدير المشروع أن يكون لديه المهارات الفردية التي تؤهّله لإدارة المشاريع بنجاح، وهي عديدة ومتنوّعة ولا يوجد أسلوب أفضل لاكتسابها إلّا من خلال الممارسة الدائمة لتلك المهارات حتّى تصبح جزءاً جوهرياً من شخصية وأسلوب عمل مدير المشروع. ومن هذا المنطلق يمكن القول أنّ محاكاة المهارات القيادية من خلال إدارة المشاريع تبقى الأسلوب الأنجح والأفضل لبناء قادة المستقبل .