عائدات المدفوعات الرقمية تبلغ تريليوني دولار بحلول العام 2020
دبي – البورصة والاقتصاد:
من المنتظر أن يشهد أسبوع جيتكس للتقنية 2016 مشاركة مهمة من مجموعة من الخبراء العاملين في الحقل المالي والمصرفي التقني، على رأسهم جيمس باريسي، كبير مسؤولي التقنية السابق في “باي بال”، وأندريس وولبيرج-ستوك، الرئيس العالمي للمنصات والخدمات الناشئة لدى مجموعة “سيتي”، لإلقاء الضوء على التمكين التقني للقطاع المالي والمصرفي.
ويرى تقرير صادر عن شركة “ماكنزي” العالمية للاستشارات، أن حلول التمكين التقني للقطاع المالي والمصرفي باتت في طور الانتقال من مكاتب الشركات الناشئة لتحتلّ مكاناً أوسع في عموم القطاع. ويشير التقرير المعنون “المدفوعات العالمية 2015: قطاع سليم يواجه ثورة رقمية” إلى توقعات الخبراء بأن تصل عائدات المدفوعات الرقمية على مستوى العالم إلى تريليوني دولار بحلول العام 2020. وقد أصبحت شركات مثل “باي بال”، التي تعتبر الآن من أبرز بوابات الدفع الإلكتروني عبر الإنترنت في أي مكان في العالم، القاعدة الموثوقة لكثير من المستهلكين الذين يستخدمون المنتجات المالية. فيما شرعت البنوك، في ردّ فعل على ذلك التوجّه، باعتماد الحلول المصرفية عبر الهاتف المتنقل لتلبية متطلبات عملائها.
وقال جيمس باريسي، كبير مسؤولي التقنية والنائب الأول للرئيس لخدمات الدفع في “باي بال” سابقاً، إن البنوك والشركات الناشئة والشركات غير المصرفية تعمل على إحداث ثورة في القطاع المصرفي والمالي العالمي بالتطبيقات المتنقلة والتقنيات الشاملة وقنوات الدفع غير التقليدية، وأضاف: “تتمتع الأسواق الناشئة، مثل سوق منطقة الشرق الأوسط، بحوافز لتحريك عجلة الابتكار، ولديها فرص متاحة لتطوير البنية التحتية المستندة على تقنيات الجيل المقبل، ما يتيح لها الإمساك بزمام القيادة العالمية في ثورة المدفوعات الرقمية، مع إمداد مليارات البشر المفتقدين إلى الخدمات المصرفية بشريان حيوي يساعدهم في تسهيل مدفوعاتهم”.
وتمثل الأسواق الناشئة 90 بالمائة من النمو الحاصل في قطاع الهواتف المتنقلة، وفقاً لتقرير “الاقتصاد المتنقل 2016” الصادر عن الاتحاد العالمي لمشغلي شبكات الاتصالات المتنقلة GSMA، الذي يتوقّع أن تواصل هذه الأرقام ارتفاعها. وتبدو الإمكانيات المحلية التي تنطوي عليها دول مجلس التعاون الخليجي في الابتكار واضحة، ومما يدلّ عليها التقدم المستمر الحاصل في دولة الإمارات نحو أن تصبح مركزاً للتمكين التقني للقطاع المالي والمصرفي.
ويُنتظر أن تقدّم فعالية “حراك الشركات الناشئة” الجديدة المرتقبة في جيتكس، الذي يقام بين 16 و20 أكتوبر المقبل في مركز دبي التجاري العالمي، الدعم لأصحاب المشاريع الريادية في مجال التمكين التقني للقطاع المالي والمصرفي، لا سيما وأن كثيراً من الحلول في هذا المجال تنطلق من الشركات الصغيرة والناشئة.
ويُظهر تقرير “الاقتصاد المتنقل” أن ملياري شخصٍ حالياً يستخدمون ما لا يقل عن خدمة واحدة من 270 خدمة مالية متنقلة متاحة حول العالم، في وقت تؤكّد الدراسات حاجة القطاع لمزيد من حلول الدفع الرقمية الميسّرة. فوفقاً لتقرير حديث صادر عن شركة الاستشارات “باين آند كومباني” بعنوان “مستقبل المصرفية: سلوك المستهلكين وولاؤهم في القطاع المصرفي للأفراد” فإن احتمالية أن يقوم مستخدمو الخدمات المصرفية المتنقلة المنتظمون بتغيير البنوك التي يتعاملون معها تنخفض بنسبة 40 بالمئة، بينما تزداد ثلاث مرات لدى العملاء الذين يستخدمون فروع البنوك في المقام الأول.
وتطبّق 96 بالمئة من البنوك في جميع أنحاء أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، استراتيجيات شاملة للتحول الرقمي، تقوم على الحوسبة السحابية وتحليلات البيانات الكبيرة والتطبيقات المتنقلة، من أجل إثراء تجربة العملاء، وفقاً لتقرير حديث صادر عن “آي دي سي فايننشال إنسايتس” للأبحاث وعملاقة برمجيات الأعمال العالمية “إس إيه بي”. وتعتزم نصف البنوك في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا تعيين رئيس للرقمنة بحلول العام 2020 لدعم هذه الاستراتيجيات، وفقاً للتقرير الذي يحمل عنوان “البنوك الجاهزة رقمياً: ما مدى جاهزية البنوك الأوروبية للعام الرقمي“.
من جانبه، أكّد أندريس وولبيرج-ستوك، الرئيس العالمي للمنصات والخدمات الناشئة لدى مجموعة “سيتي”، أن التطبيقات المتنقلة “باتت تملك مفاتيح تغيير قواعد اللعب في القطاع المصرفي والمالي العالمي، كما تفعل في القطاعات الأخرى”، لافتاً إلى أن تطبيقات يجري تطويرها في الأسواق الناشئة تدفع العملاء إلى المطالبة بالارتقاء بمعايير سهولة وسلاسة الاستخدام”، كما أنها تكسر كل الحواجز التي يمكن أن تواجه المستخدمين للاستفادة منها وتمهد الطريق لهم للاستفادة من مزاياها، الأمر الذي يساعد في تعزيز قدرات الأسواق الناشئة للمنافسة على قدم المساواة لريادة الموجة التالية من الابتكار.
ومن المنتظر أن يتحدّث وولبيرج-ستوك في مؤتمر “فايننس تيوزداي” المتخصص بالقطاع المصرفي والمالي، ويقام يوم الثلاثاء الواقع في أسبوع جيتكس للتقنية. ويتناول هذ المؤتمر التقنيات والابتكارات الحديثة في القطاع المصرفي والمالي، ونهج القنوات الشاملة، والتكامل بين البنوك الرقمية والمادية.
ويقود وولبيرج-ستوك التطورات في مجال التطبيقات المصرفية المتنقلة لدى مجموعة “سيتي”، والتي تضمّ أوّل تطبيق لساعة “أبل” يُطوّره أحد الكيانات المصرفية الكبيرة. وأضاف: “تنطوي التقنيات القابلة للارتداء على إمكانيات ضخمة للبنوك، إذ تقدّم خدمات أكثر استنارة بأحوال العملاء وأكثر ملاءمة لهم من أي وقت مضى”.
ويشارك أيضاً في مؤتمر “فايننس تيوزداي” ضمن فعاليات جيتكس، دنيز ديوريم جيجنيز، رئيس الخدمات المصرفية الرقمية لدى مصرف “تركيش إيكونومي بانك” التركي، بعرض تقديمي عن إطلاق بطاقات خصم مباشر مزوّدة بلوحة مفاتيح مدمجة للأرقام، وتطبيق مالي خاص بنظارة “جوجل جلاس”. ويعتزم كذلك بادمانابان تي إيه، مساعد نائب الرئيس للخدمات المصرفية الرقمية في بنك “إندس إند” في الهند، من جانبه، الحديث خلال المؤتمر عن اعتماد تقنيات بديلة لرقم التعريف الشخصي، من أجل التعريف بالهوية، كتقنيات بصمة الإصبع أو البطاقات الممغنطة.
ومن المقرر أن تقوم شركات عالمية عاملة في مجال المدفوعات الرقمية بعرض أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال خلال أسبوع جيتكس للتقنية 2016، بينها “جيمالتو” الفرنسية و”إن إي سي جلوبال” من اليابان، فيما تساهم الشركة الناشئة “تريبل” وشركة “كاردز الشرق الأوسط” المختصة ببطاقات الائتمان وبطاقات الخصم المباشر من دولة الإمارات، في تعزيز مكانة الدولة على الخريطة العالمية في مجال المدفوعات الرقمية.
وفي هذا السياق، قالت تريكسي لوه ميرماند، النائب الأول للرئيس بمركز دبي التجاري العالمي، الجهة المنظمة لأسبوع جيتكس للتقنية، إن الحدث يسعى، من خلال جمع أصحاب الابتكار في المجال المصرفي والمالي تحت سقف واحد، إلى “مساعدة قادة التمكين التقني للقطاع المالي والمصرفي في الأسواق الناشئة على خلق مصادر دخل جديدة، وربط الشركات الناشئة الرقمية بالمستثمرين لتمكينها من التوسّع والنمو”، وأضافت: “نهدف من وراء هذه المساعي إلى تعزيز الدور الحيوي الذي تضطلع به دولة الإمارات كمركز عالمي للابتكار في مجال الخدمات المصرفية والمالية”.