نجاح جلفود ٢٠١٥ يعكس النمو القوي لصناعة الأغذية
دبي – البورصة والاقتصاد:
أُسدل الستار على الدورة الثانية من معرض جلفود لصناعة الأغذية 2015 – الحدث التجاري الأضخم والأكثر تأثيراً في قطاع الأغذية والمشروبات بمنطقة الشرق الأوسط، وإفريقيا، وجنوب آسيا – وذلك يوم 29 أكتوبر في دبي، حيث استفاد حوالي ١٥٠٠ من العارضين الدوليين من طلبات الحجز الاستثنائية، والصفقات المؤكدة، فضلاً عن الفرص الجديدة والواعدة التي تزخر بها الأسواق. وباعتباره المنصة الرئيسية لمجالات التصنيع والمعالجة والتغليف والحلول اللوجيستية والخدمات في قطاع الأغذية والمشروبات، شهد الحدث إبرام صفقات للبيع بملايين الدولارات، حيث أفاد عدد من العارضين ببيع كامل المنتجات ضمن أجنحتهم، وذلك في سابقة لا تتكرّر إلى حد كبير في حدث تجاري من هذا النوع.
وتقول تريكسي لوه ميرماند، النائب الأول للرئيس في مركز دبي التجاري العالمي، الجهة المنظمة لمعرض جلفود لصناعة الأغذية: “حقق معرض جلفود لصناعة الأغذية ٢٠١٥ نجاحاً باهراً بكل المقاييس. ومع أن المعرض تم إطلاقه العام الماضي فقط بهدف تلبية كافة المتطلبات التي قد يحتاجها القطاع المتنامي لصناعة الأغذية والمشروبات في المنطقة، يبدو جلياً أننا نحقق أهدافنا الموضوعة، لا سيما مع الزيادة الفورية والملموسة في أعداد العارضين، والإطلاقات وصفقات البيع، فضلاً عن النجاح الكبير لبرنامج استضافة المشترين مع ٢٠٠٠ مشارك، والذي سجّل مبيعات قياسية هذه السنة”.
وتضيف: “يعتبر قطاع صناعة الأغذية والمشروبات على درجة بالغة من الأهمية بالنسبة لكل سوق في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا، لكي تتمكن من تقديم الخدمات والإمدادات الغذائية للأعداد المتزايدة من السكان، مع سلسلة توريد مستدامة وآمنة وسليمة من الأغذية، إلى جانب المساهمة بشكل إيجابي وفعّال في الاقتصادات التي تعاني حالياً من الضغوطات بسبب حجم الواردات. ويتّضح من نتائج العارضين أن الفرص التجارية في المنطقة تتّسم بالجدية فيما يتعلق بتطوير القطاع، والاستثمار، والتعلم، والتوسّع”.
وكشف أحد أكبر مزوّدي التكنولوجيا لصناعة معالجة الأغذية على مستوى العالم، العملاق الألماني GEA عن نتائج استثنائية من جرّاء المشاركة بالمعرض هذه السنة. وقال روبرت شميهوزن، رئيس المبيعات لشركة GEA في اتحاد الدول المستقلة والشرق الأوسط وإفريقيا: “لم يقتصر نجاحنا في توقيع عدد من طلبات الشراء الهامة وحسب، بل ما لمسناه أيضاً من إقبال هائل من الأسواق الجديدة، وعلى وجه الخصوص هذه السنة من باكستان. والمثير بالنسبة إلينا هو أننا أنجزنا إلى جانب مبيعاتنا لعملائنا المعروفين، صفقات مع عملاء جدد كلياً وغير معروفين ممن أنهوا صفقات الشراء على الفور. إن هذا الحدث لا يتمحور فقط حول استعراض المنتجات والخدمات، فالزوّار هنا يأتون للشراء. ونحن بالفعل نخطط لتوسيع حجم مشاركتنا العام المقبل. وبالنسبة إلى GEA، فإن المشاركة بهذا المعرض يعد أمراً مهماً”.
ونظراً لأن المكونات تعتبر عنصراً رئيسياً في عملية التصنيع، أثبت معرض جلفود لصناعة الأغذية أنه يشكّل وجهة مثالية للوصول إلى المصادر، وأيضاً التعرّف إلى أحدث الابتكارات في القطاع. وكانت شركة “دوهلير“، المُنتج والمسوّق والمزوّد العالمي للأنظمة التقنية للمكونات الطبيعية والحلول المتكاملة لصناعة الأغذية والمشروبات، قد أطلقت ما يزيد عن ٨٠ منتجاً جديداً خلال فعاليات المعرض هذه السنة. ووفقاً لتصريحات شاشانك فينغاساركار، العضو المنتدب لشركة “دوهلير” الشرق الأوسط: “اعتدنا على المشاركة في معرض جلفود منذ عدة سنوات، وعندما تواصل معنا مركز دبي التجاري العالمي في العام ٢٠١٣ حول تأسيس معرض متخصص بصناعة الأغذية، لم نكن واثقين من تحقيقه للنجاح بمفرده. إلا أننا كـنّا مخطئين إلى حد كبير؛ فقد أثبت معرض جلفود لصناعة الأغذية مكانته. لقد طرحنا ما يزيد عن ٨٠ منتجاً جديداً في الأسواق، وأجرينا أكثر من ١٠٠ اجتماع مثمر مع العملاء كل يوم. وما نحتاجه من هذا المعرض الآن هو أن يستمر ليوم إضافي؛ فثلاثة أيام هي فترة قصيرة للغاية”.
ويتفق مع هذا الرأي جيرهارد فوغت، الشريك الإداري لشركة “يونايتد فود تكنولوجي“، والذي أشار إلى ما يقدّمه معرض جلفود لصناعة الأغذية من حيث العائد القوي على الاستثمار، ويقول: “مع عدد العملاء الذين تواصلنا معهم، فضلاً عن المعدات والتقنيات التي نجحنا بالفعل في بيعها (بما يزيد عن نصف المخزون الكلي والمعروض ضمن جناحنا، بقيمة تتجاوز ٢٫٥ مليون درهم إماراتي)، تعتبر المشاركة في هذا المعرض ضرورية للغاية”.
وكشفت الشركات المصنّعة للمعدات الغذائية عن انتعاش الحركة التجارية في كافة أنحاء الحدث، مع تحقيق مبيعات قوية عبر جميع القطاعات المتخصصة. وأفاد المورّد البريطاني للأنظمة ومعدات معالجة الأغذية في قطاع المخبوزات، “بيكر بركينز” باستقبال طوابير كبيرة من الزوّار على مدار أيام المعرض. ويقول آلان موردو، مدير المبيعات في الشركة: “قمنا بمضاعفة حجم جناحنا هذه السنة، ومع ذلك كانت الأجواء مزدحمة للغاية. وكان الخبز في مقدمة طلبات الشراء؛ ونظراً لتواجد مورّدي المخبوزات من جميع أنحاء المنطقة في المعرض، لمسنا اهتماماً جديراً بمنتجاتنا الحالية والجديدة على حد سواء”.
وأعرب الزوّار التجاريون للمعرض عن سعادتهم بالفرص المتاحة لطلب المعدات من مصادرها للاستخدامات المتخصصة. وسافر الدكتور فادي كباتيلو، نائب المدير العام لشركة أردنية مختصة بالتوابل والأعشاب والمكسرات، إلى دبي باحثاً عن ثلاث مكائن معيّنة. ويقول: “تتسم المنافسة في قطاع الأغذية بأنها حادة للغاية، وعلينا أن نبقى في الطليعة. لقد كان حضور معرض جلفود لصناعة الأغذية مفيداً جداً بالنسبة إلينا، إذ كان مزوّدو المعدات متعاونين للغاية، وقد قمنا بالفعل بشراء اثنتين من المكائن التي نحتاجها”.
وقدمت الشركة السويسرية “برونر أنليكر“، والتي تختص بتصنيع المكائن الاحترافية للتقطيع والفرم والطحن والتكديس للمواد الغذائية، عدداً من المنتجات الجديدة خلال فعاليات المعرض هذه السنة. ويقول رينيه ويلر، مدير مبيعات الصادرات في الشركة: “تلقّت منتجاتنا الجديدة عدداً كبيراً من الطلبات، بالإضافة إلى الاستفسارات التجارية الجادة التي وصلتنا. إن نجاحنا طوال ما يزيد عن ٥٠ عاماً يتجسّد في الاستخدام المميز لمكائننا المتخصصة بالتقطيع بدقة متناهية – إذ أن قدراتها لا تتوقف عند منع فقدان العناصر المغذية والفيتامينات حيث أن البنية الخلوية لمعظم الفواكه والخضروات بالكاد تتأثر، بل أن النهج البيوتكنولوجي يساعدها على الاحتفاظ بنضارتها لوقت أطول. ويعتبر هذا الأمر مهماً في هذه المنطقة، وأيضاً على الصعيد الدولي”.
وألقى معرض جلفود لصناعة الأغذية الضوء على الفرص التجارية التي تزخر بها صناعة الأغذية الحلال المزدهرة، وخاصة فيما يتعلق بالمكونات المتخصصة ومصنّعي المعدات. وقد عادت شركات مثل “هيل بروش“، المختصة بتصنيع معدات التنظيف لقطاع الأغذية، من أجل المشاركة في المعرض هذا العام، وذلك في أعقاب النجاح الكبير الذي حققته بحضورها للدورة الافتتاحية في العام ٢٠١٤. ووفقاً لتصريحات تشارلز كوارد، المدير التجاري في “هيل بروش”، “حصلنا على فرص تجارية ممتازة السنة الماضية، وتابعنا ما تعلمناه حول المنطقة، لنعود هذه السنة بأدوات حلال ومعتمدة للتنظيف، كونها على درجة بالغة من الأهمية للأسواق هنا. وأدى ذلك إلى تحقيقنا للمزيد من النجاح في المعرض هذه السنة”.
ونظراً لأن التغليف يشكّل ركيزة أساسية في الحفاظ على أمن وسلامة المنتجات الغذائية والمشروبات، وخاصة في أسواق مثل منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوبي شرق آسيا، حيث أن الظروف الجوية القاسية والتطوّر المستمر للبنى التحتية تمثّل عوامل مؤثرة في هذا السياق، لعب معرض جلفود لصناعة الأغذية دوراً هاماً في تسهيل الفرص التجارية وتعزيز العلاقات والتواصل مع المصنّعين والمورّدين على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.
ويشمل ذلك الشركة الرائدة في حلول التغليف والمعالجة لصناعة الأغذية والمشروبات، تترا باك، والتي أطلقت عدداً من المنتجات الجديدة، والإبداعات التكنولوجية، وخدمات القيمة المضافة، كما أقامت عدداً من الندوات المعرفية خلال المعرض. ويقول دينيس جونسون، الرئيس العالمي والرئيس التنفيذي لمجموعة تترا باك: “تتمتع هذه المنطقة بأهمية عظيمة بالنسبة إلى تترا باك، كما أن حضورنا لمعرض جلفود لصناعة الأغذية قد أتاح لنا قضاء وقت ثمين مع عملائنا الأوفياء منذ فترة طويلة، وأيضاً العديد من الشركاء المحتملين الجدد. وتحت شعار “الفرق”، تمكنّا من استعراض جوانب الإبداع التي تقود نهجنا في الأعمال استناداً إلى متطلبات عملائنا، مع تسليط الضوء على القيمة الاستثنائية التي نسعى دائماً لتقديمها عبر سلسلة القيمة الخاصة بنا. إن الريادة بالنسبة إلى تترا باك تعني تمكين عملائنا من التميز في أسواقهم والقطاعات التي يعملون فيها – ونظن أن هذا المعرض يحقق هذه الغاية”.
واستعرضت شركة “إيشيدا يوروب“، المورّد الرائد للحلول الآلية لصناعة الأغذية، طيفها المميز والمتكامل من تقنيات الوزن وضبط الجودة وخطوط التغليف خلال فعاليات معرض جلفود لصناعة الأغذية. وقال تورستن جيس، مدير المعرض والعلاقات العامة في الشركة: “استطعنا هذه السنة الحصول على 10 طلبات مؤكدة للشراء، وحوالي ٢٥٠ فرصة تجارية قوية مع شركات من العديد من الدول والمناطق مثل الإمارات والسعودية ومصر، وأيضاً من الأسواق الناشئة مثل إيران والعراق – إنه أفضل معرض لنا على الإطلاق في الشرق الأوسط. إن تأسيس هذا المعرض المنفصل للتصنيع عن معرض جلفود الرئيسي في شهر فبراير كان بمثابة خطوة جديرة فعلاً، وهو يتناسب مع أعمالنا تماماً”.
وأفادت أجنحة الدول المشاركة في المعرض بتحقيقها لنتائج مذهلة، وفي هذا الصدد يعلّق ديفيد هاريسون، مسؤول مجموعة الشركات في جناح المملكة المتحدة: “مرة أخرى، يرتقي معرض جلفود لصناعة الأغذية بالمعايير بالنسبة إلى مصنّعي معدات المعالجة والتغليف، وصادراتهم إلى المنطقة. وأشادت تقارير من الشركات العارضة الـ ٤٠ في المجموعة بجودة وأعداد الزوّار إلى أجنحتهم، والفرص النوعية المتاحة للمبيعات، لا سيما وأن العديد من الشركات العارضة لمست فرصاً تجارية واعدة ومتنوعة تتجاوز قيمتها ٢٫٥ مليون جنيه إسترليني (٨٫٤ مليون درهم إماراتي). ويظل معرض جلفود لصناعة الأغذية، وأيضاً دول الشرق الأوسط، بمثابة منطقة معروفة ورئيسية للصادرات بالنسبة إلى شركات التصنيع في المملكة المتحدة، خاصة مع زيادة المبيعات المحتملة عاماً بعد عام”.
وبالنظر إلى القيمة الكبيرة التي يزخر بها التبادل المعرفي، شهدت مؤتمرات جلفود لصناعة الأغذية حضوراً قوياً عبر جميع المؤتمرات الثلاثة للحد، وهي: الجيل التالي للتصنيع، والابتكار في الأغذية والمشروبات، ومنتدى لوجيستيات الغذاء. ومع طرح وجهات نظر وآراء حول تطورات الصناعة، والعوامل التجارية الحاسمة، وأفضل الممارسات في القطاع، تضمنت أجندة العمل على مدار ثلاثة أيام كلمات رئيسية من كبار المسؤولين، سواء من القطاع الحكومي أو الخاص.
وتقول لوه ميرماند: “يحظى معرض جلفود لصناعة الأغذية بتقدير واضح باعتباره منصّة أساسية للقطاع، وقد أتاح على مدار الأيام الثلاثة الماضية فرصاً ممتازة للتواصل مع الجهات التي يصعب الوصول إليها، فضلاً عن دعم الصفقات التجارية القياسية في مختلف المجالات، والمساهمة في التنمية المستمرة لصناعة الأغذية والمشروبات في المنطقة. ونتطلع لمواصلة هذا النجاح في 2016”.
سيتم تنظيم معرض جلفود لصناعة الأغذية 2016 في الفترة ما بين 9 و 11 نوفمبر 2016، في مركز دبي التجاري العالمي.