قطاع الرياضة يساهم في اقتصاد دبي بــ 1,7 مليار دولار
دبي – البورصة والاقتصاد:
كشف تقرير جديد أصدرته شركة “ديلويت” للدراسات والأبحاث اليوم أن المساهمة الاقتصادية لقطاع الرياضة في دبي تخطت عتبة 1.7 مليار دولار سنوياً، مما يعكس النجاح اللافت الذي حققه المشهد الرياضي في دبي، والذي شكل جزءاً أساسياً من النسيج الاجتماعي للإمارة لأكثر من 40 عاماً.
وكشف التقرير – الذي نشرته مجموعة الأعمال الرياضية التابعة لمؤسسة “ديلويت” خلال قمة “المدن المستضيفة 2015” التي تنعقد اليوم في دبي – للمرة الأولى أثر الفعاليات الرياضية في اقتصاد إمارة دبي.
وأشار التقرير إلى أنه من إجمالي 1.763 مليار دولار تدرها الرياضة في دبي كل عام (إجمالي النفقات)، يأتي نحو 670 مليون دولار أمريكي من خارج الدولة (الأثر الاقتصادي)، الأمر الذي يدل على تنامي دور الإمارة ومكانتها في المشهد الرياضي العالمي.
وتأتي المساهمة الاقتصادية الأكبر من أجندة الفعاليات الرياضية السنوية بدبي، والتي تشمل أكثر من 300 فعالية تستقطب ما يزيد على مليون متابع سنوياً. وتسهم 7 فعاليات سنوية كبرى بنسبة تتخطى 90% من التأثير الاقتصادي المباشر للفعاليات الرياضية على اقتصاد دبي. وقد ساعدت هذه الفعاليات التي تتوزع بين سباقات الخيل، والجولف، وسباقات الماراثون، والتنس، والرجبي، وركوب الدراجات على ترسيخ مكانة دبي كمركز بارز للفعاليات الرياضية في المنطقة.
وقبيل انطلاق “بطولة موانئ دبي العالمية للجولف” بحلول نهاية الأسبوع الجاري، سلط التقرير الضوء على المكانة المتقدمة لدبي بين أبرز الوجهات السياحية للجولف عالمياً، وخاصةً مع استقبالها 16 ألف زائر من جميع أنحاء العالم للاستمتاع سنوياً بهذه الرياضة ضمن 11 ملعباً مختلفاً تتوزع في مختلف الإمارة. وتسهم هذه الرياضة اليوم بنحو 270 مليون دولار من إجمالي الإنفاق الرياضي في الإمارة منها 131 مليون دولار تأتي من خارج الدولة.
إضافة إلى ذلك، تلعب المرافق الرياضية والمشاركة المحلية دوراً هاماً في القطاع الرياضي، والذي يعمل ضمنه اليوم أكثر من 14,500 موظف في دبي.
وقد استثمرت دبي في العديد من المرافق المستدامة لاستقطاب الفعاليات الرياضية المرموقة وإثراء المشاركات الرياضية للدولة، والتي تمثل جزءاً مهماً من الأجندة الوطنية على صعيد الرعاية والعناية الصحية؛ حيث ستنظم دولة الإمارات العربية المتحدة لأول مرة فعاليات “اليوم الرياضي الوطني” الأسبوع المقبل (25 نوفمبر).
ويقدر التقرير أن الفعاليات المفتوحة أمام مشاركة الجمهور تستقطب أكثر من 85 ألف مشارك سنوياً وهي تتمتع بشعبية متنامية. وتلعب الأندية الرياضية إلى جانب المدارس والأكاديميات دوراً هاماً في زيادة مستويات المشاركة، إذ من المتوقع خلال العام 2015 أن تستقطب الأكاديميات التابعة لمدينة دبي الرياضية (كرة القدم والرجبي والكريكيت) وحدها أكثر من 1.4 مليون زائر.
وبهذه المناسبة، قال سعادة سعيد حارب، أمين عام “مجلس دبي الرياضي”: “أدركت دبي منذ زمن طويل الدور المحوري للرياضة في نمو وتعزيز جاذبية المدن العالمية، واتخذت خطوات استراتيجية للاستثمار في الموارد والإمكانات على مستوى القطاع. ونحن مستمرون في بناء قطاعنا الرياضي منذ أكثر من 40 عاماً، وسنواصل التركيز على هذا الجانب في المستقبل. يسلط تقرير شركة ’ديلويت‘ الضوء على الإنجازات التي تم تحقيقها في هذا الإطار، وتميز العروض التي يوفرها القطاع الرياضي بدبي اليوم من خلال استضافة أهم الفعاليات العالمية واحتضان مرافق عصرية متطورة”.
وأضاف حارب قائلاً: “تجدد دبي التزامها بدعم الرياضة، ويشير التقرير إلى الفرص المستقبلية المتاحة لتجسيد أفكارنا الاستراتيجيّة بالتزامن مع مواصلة جهودنا في أن نغدو إحدى أهم الوجهات الرياضية المرموقة في العالم”.
بدوره قال دان جونز، الشريك المسؤول عن مجموعة الأعمال الرياضية في “ديلويت”: “يوضح التقرير الذي أطلقناه اليوم أن الرياضة أصبحت جزءاً لا يتجزأ من اقتصاد دبي. حيث يسهم الموقع الجغرافي المميز الذي تتمتع به دبي، وشبكة المواصلات التي تمتلكها، والمرافق المختلفة، والطقس الجيد الذي تتمتع به (وبخاصة خلال فصل الشتاء في أوروبا) في جعل الإمارة مقصداً جذاباً للمشاركين في الفعاليات الرياضية سواء على المستوى الاحترافي أو لمجرد التسلية، علاوة على الشركات المنظمة لهذه الفعاليات. تمثل الرياضة مساهمة كبيرة في اقتصاد دبي، في حين تلعب الإمارة من خلال استضافتها لهذه الفعاليات وعبر استثماراتها الخارجية واتفاقيات الرعاية العالمية التي تبرمها دوراً كبيراً في الإسهام بقسط كبير من الدعم لعالم الرياضة”.
ويتوقع تقرير “ديلويت” نمواً مستقبلياً واعداً لدبي على مستويات السياحة الرياضية والحضور والمشاركة في الفعاليات الرياضية، وذلك بفضل الموقع الاستراتيجي للإمارة الذي يشكل حلقة وصل بين الشرق والغرب، إضافة إلى تركيبتها السكانية الفتية والمتنوعة.