اخر الأخبار

أثر الإدارة الآنية للمخزون على إيرادات تجار التجزئة عبر تطبيقات التوصيل في دول الخليج العربية بقلم ناجي حداد، نائب الرئيس في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لدى دليفركت

يشهد قطاع التجزئة للمواد الغذائية في دول الخليج العربية ارتفاعاً في التوقعات، إذ يتوقع المستهلكون التسليم السريع ومستويات رفيعة من خدمة العملاء، ويعني ذلك بالنسبة لتجار التجزئة بالمنطقة أن الإدارة الآنية للمخزون لم تعد مجرد إجراء لتحسين العمليات التشغيلية، بل إنها ضرورة حتمية للحفاظ على القدرة التنافسية. كما إن القدرة على تتبع مستويات المخزون عبر القنوات – سواء المتاجر المادية أو منصات التجارة الإلكترونية – تؤثر بشكل مباشر على الإيرادات.

نستعرض في هذا المقال كيف يمكن للإدارة الآنية للمخزون أن تسهم في رفع المبيعات وتعزيز رضا العملاء وتعزيز الإيرادات لتجار التجزئة للمواد الغذائية في دول الخليج العربية باستخدام تطبيقات التوصيل.

ما هي الإدارة الآنيّة للمخزون؟ 

تتمثل الإدارة الآنية للمخزون في استخدام أنظمة توفر تحديثات مستمرة وتلقائية لمستويات المخزون عبر قنوات البيع المختلفة. وعلى عكس الأنظمة الثابتة أو اليدوية، تعكس الأنظمة ذات التحديثات الآنية تغيرات المخزون بشكل لحظي عند شراء أو إرجاع المنتجات أو نقلها بين المتاجر. تعد هذه السرعة أمراً بالغ الأهمية في دول الخليج، إذ يتغير الطلب الاستهلاكي بشكل ديناميكي ومستمر بسبب عوامل متنوعة مثل موجات التسوق في نهاية الأسبوع ومواسم الذروة مثل الأعياد والعطلات الوطنية وشهر رمضان.

مدى أهمية الإدارة الآنية للمخزون في أسواق البقالة بدول الخليج العربية

مع زيادة الاعتماد على تطبيقات التوصيل لمشتريات المواد الغذائية والاستهلاكية، يتوقع المستهلكون في دول الخليج العربية تنفيذ طلباتهم بسرعة ودقة. وفي هذا الخصوص، توقع تقرير صدر عام 2023 أن منصات التجارة الإلكترونية الخاصة بالمواد الغذائية في دول الخليج ستحقق نمواً سنوياً بنسبة 22%، مدفوعاً بسهولة التسوق عبر الهواتف الذكية والطلب المتزايد على التوصيل السريع. ويؤكد تزايد الطلب هذا على الحاجة الملحّة إلى إدارة دقيقة وآنية للمخزون، لأن أي تقلّب في مستويات المخزون يمكن أن يؤدي إلى خسائر في المبيعات وعدم رضا العملاء، إلى جانب ما قد يلحق بسمعة العلامة التجارية من ضرر.

ومن خلال الإدارة الآنيّة المخزون، يمكن لتجار التجزئة مزامنة مخزونهم عبر منصات التوصيل متعددة، مثل طلبات وكريم ناو، وإنستاشوب – مما يضمن دقة عرض توافر المنتج ويقلل من خطر نفاد المخزون أو تخزين كميات تزيد عن الحاجة.

  • الحد من نفاد المخزون وفرص المبيعات الضائعة

تعد الإدارة الآنية للمخزون أمراً بالغ الأهمية في الحد من إمكانية نفاد المخزون، وخاصة في تجارة التجزئة للمواد الغذائية في دول الخليج حيث يتوقع المستهلكون توفر المنتجات التي يحتاجون إليها بشكل فوري. وعندما يختار العميل طلبه على تطبيقات التوصيل، فإنه سيشعر بالإحباط في حال نفاد المخزون بينما يهدر التاجر فرصة لتحقيق الإيرادات، وبالطبع فإن بوسع العملاء في هذه السوق التنافسية الانتقال بسهولة إلى بائع مختلف في حال عدم توافر المنتج.

وعلى سبيل المثال، يرتفع الطلب خلال شهر رمضان على بعض أصناف المواد الغذائية مثل التمور والمشروبات التقليدية، وهنا، يتيح استخدام نظام الإدارة الآنية للمخزون لتجار التجزئة تتبع هذه الأصناف عن كثب وتجنب تلك المشكلة الشائعة في نقص المخزون، وبالتالي الحفاظ على ارتفاع مستوى المبيعات. كما إن إمكانات التتبع الآني للمخزون يمكّن تجار التجزئة من تحسين سلاسل التوريد الخاصة بهم لتلبية الطلب في أوقات الذروة.

ولهذا يجب على تجار التجزئة في قطاع مستلزمات المواد الغذائية الاستثمار في أنظمة فعّالة لمزامنة المخزون عبر جميع المنصات، مما يتيح التحديث التلقائي عند شراء الأصناف، لأن إمكانات التتبع الآنيّ تقلل احتمالية ظهور الأصناف التي نفد مخزونها، ليرتفع بالتالي مستوى رضا العملاء.

  • رفع دقة الطلبات والحد من عمليات الاستبدال

إن دقة الطلبات عنصر هام جداً لتحقيق رضا العملاء، وخاصة عند توصيل المنتجات الغذائية. ويمكن لإدارة المخزون الآنية أن تحسّن دقة الطلبات المقدمة عبر تطبيقات التوصيل بشكل ملموس، وذلك من خلال ضمان تحديث بيانات المخزون باستمرار، لأن عدم تحديثها بشكل آنيّ قد يتيح للعملاء طلب منتجات لم تعد متوفرة، مما يجبر المتاجر على إجراء عمليات الاستبدال أو يعرّضها لإلغاء الطلبات بالكامل.

تزيد عمليات الاستبدال من التعقيد التشغيلي للمتاجر وتؤدي إلى استياء العملاء، فهي قد لا تلبي دائماً احتياجات العملاء أو تفضيلاتهم. وعندما يعكس تطبيق التوصيل مستويات المخزون الفعلية بدقة، يمكن لمتاجر المواد الغذائية التقليل من عمليات الاستبدال وتحقيق تجربة تسوّق أكثر سلاسة وموثوقية.

فكر في مادة تموينية شائعة، مثل علامة تجارية معينة من الخبز العربي، فإذا ظهر المنتج بأنه متوفر للشراء عبر الإنترنت ولكنه نفد من المخزون في الواقع، فقد ينتقل العملاء إلى علامة تجارية بديلة ربما لا يفضلونها، وبالتالي يشعرون بعدم الرضا. ومن خلال التحديث الآني للمخزون، يمكن لتجار التجزئة تجنب عمليات الاستبدال وتنفيذ الطلبات بدقة، ليحققوا تجربة أفضل للعميل.

نصيحة عملية: على تجار التجزئة العاملين في مجال المواد الغذائية إعطاء الأولوية للمنصات التي تسمح بتحديثات آنية للمخزون لضمان تطابق الأصناف والكميات المتوفرة عبر الإنترنت مع تلك الموجودة في المتجر. فهذه المزامنة تعزّز من دقة الطلب وتسهم في ترسيخ ثقة المستهلكين الذين يتوقعون دقة مرتفعة في تنفيذ طلباتهم.

  • تحسين كفاءة التنفيذ لتسريع التسليم

تتيح الإدارة الآنية للمخزون لتجار التجزئة تحسين قدرتهم على تنفيذ الطلبات من خلال مواءمة مستويات المخزون مع طلب المستهلكين. فعندما تكون بيانات المخزون دقيقة ومحدثة، يصبح من الأسهل على تجار التجزئة تنفيذ الطلبات بكفاءة دون تأخير أو ارتباك – وهو جانب مهم بشكل خاص لتوصيل المواد الغذائية، حيث يتوقع المستهلكون وصول الطلبات في غضون ساعات معدودة.

وبفضل تحسين كفاءة التنفيذ، يمكن لتجار تجزئة المواد الغذائية معالجة المزيد من الطلبات في وقت أقل وزيادة الإنتاجية وصولًا إلى رفع الإيرادات. وتسمح أنظمة الإدارة الآنية للمخزون باختيار الطلبات بشكل أسرع، حيث يمكن لموظفي المتجر أو فرق التنفيذ رؤية ما هو متاح ومكانه على الفور.

على سبيل المثال، يرتفع الطلب خلال أشهر الصيف الحارة على منتجات معينة مثل المشروبات الباردة والمنتجات الطازجة، وهنا تساعد الإدارة الآنية للمخزون تجار التجزئة في دول الخليج في الاستعداد لارتفاع الطلب من خلال تخزين المنتجات بدقة وتخفيض زمن التنفيذ، وتلبية توقعات المستهلكين للخدمة السريعة والموثوقة.

نصيحة عملية: لتحسين تنفيذ الطلبات، يجب على تجار التجزئة دمج حلول الإدارة الآنية للمخزون مع أنظمة نقاط البيع وإدارة المستودعات، ليتيح هذا التكامل سرعة وكفاءة تنفيذ الطلبات ويضمن قدرة فرق العمل على تحديد موقع الأصناف على الفور.

  1. الحد من المخزون الزائد والتلف

إن إدارة المخزون الزائد أمر مهم بنفس أهمية تجنب نفاد المخزون في تجارة المواد الغذائية، حيث تكون العديد من الأصناف سريعة التلف مثل منتجات الألبان واللحوم والمنتجات الطازجة التي تتسم بعمر التخزين القصير. ففي تلك الحالات يؤدي تخزين كميات أكبر من الحاجة إلى الهدر والتلف، خاصة عندما يبالغ تجار التجزئة في تقدير الطلب. وهنا تساعد الإدارة الآنية للمخزون تجار التجزئة على التنبؤ بالطلب بشكل أفضل لتجنب تخزين كميات أكبر من الحاجة.

ويواجه تجار التجزئة في دول الخليج العربية تقلبات كبيرة في الطلب خلال المواسم مثل العيد، حيث يكون الطلب على الأطعمة التقليدية مرتفعاً. ويمكن لتجار التجزئة تعديل استراتيجيات المخزون الخاصة بهم استجابة للطلب الفعلي، مما يقلل من خطر التخزين الزائد والهدر، لأن تلف المنتجات قد يسبب خسائر مالية كبيرة.

نصيحة عملية: على تجار التجزئة في قطاع المواد التموينية والبقالة دراسة استخدام أنظمة الإدارة الآنية للمخزون والتي تمتلك قدرات متكاملة للتنبؤ بمستويات الطلب، إذ يمكن لهذه الأنظمة تحليل بيانات المبيعات التاريخية والعوامل الخارجية مثل المهرجانات والفعاليات القريبة لضبط مستويات المخزون بشكل استباقي.

  • تعزيز ولاء العملاء ورفع القيمة

يحظى ولاء العملاء بأهمية كبيرة في دول الخليج العربية، ولهذا فإن التجارب الإيجابية لتوصيل المواد الغذائية تشجع المستهلكين على العودة إلى نفس المتجر باستمرار. وهنا تلعب الإدارة الآنية للمخزون دوراً حاسماً من خلال ضمان استلام العملاء لطلباتهم في الوقت المحدد وتوصيل المنتجات الصحيحة دون بدائل.

وإلى جانب تكرار الطلبات من قبل العملاء الذين يشعرون بالرضا، فإنهم هم أيضاً أكثر احتمالًا بأن ينفقوا مبالغ أكبر في كل طلب، مما يزيد من قيمة تعاملات العميل لدى التاجر. كما وتساعد الإدارة الآنية للمخزون تجار التجزئة لتجنب تجارب العملاء السلبية، مثل إلغاء الطلبات أو التأخير، وهي جوانب تضر بولاء العملاء.

نصيحة عملية: يمكن لتجار التجزئة تعزيز ولاء العملاء من خلال تعزيز موثوقية خدمات التوصيل الخاصة بهم. تقلل بيانات المخزون في الوقت الفعلي من الأخطاء وتوفر تجربة سلسة تبني الثقة وتشجع على تكرار الأعمال.

الإدارة الآنية للمخزون محرك رئيسي للإيرادات

بالنسبة لتجار التجزئة في قطاع المواد الغذائية والمستلزمات الاستهلاكية الذين يستخدمون تطبيقات التوصيل في دول الخليج العربية، فإن الإدارة الآنية للمخزون تتجاوز الاكتفاء بالدعم اللوجستي، فهي محرك مباشر لتحقيق لإيرادات. ومن خلال تجنب نفاد المخزون وتحسين الدقة وتبسيط عمليات التنفيذ والحد من الهدر، تساعد هذه الأنظمة تجار التجزئة في تلبية توقعات المستهلكين وزيادة مبيعاتهم.

لم يعد الاستثمار في الحلول الفعالة للإدارة الآنية للمخزون أمراً اختيارياً في هذه السوق التنافسية، حيث إن السرعة والدقة أمران في غاية الأهمية لهذا المجال، وسيحظى تجار التجزئة الذين يتبنون هذه الأنظمة بمكانة تهيؤهم لتحقيق النجاح على المدى الطويل في مجال توصيل مستلزمات البقالة عبر الإنترنت.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.

Back to top button