فنادق عالمية جديدة في جدة رغم التحديات الاقتصادية الراهنة
جدة – البورصة والاقتصاد:
أصدرت اليوم جيه إل إل، شركة الاستثمارات والاستشارات العقارية الرائدة عالمياً، تقريرها للربع الثالث لعام 2016 بعنوان “نظرة عامة على السوق العقارية في جدة. ويقيّم هذا التقرير آخر الاتجاهات في قطاعات المساحات الإدارية والوحدات السكنية ومتاجر التجزئة والفنادق.
ويناقش هذا التقرير الموجز افتتاح فندقي موفنبيك سيتي ستار (والمكون من 228 غرفة وجناح) وسنترو شاهين من روتانا (والمكون من 254 غرفة وجناح)، واللذان يأتيان كإضافة جديدة للمعروض المتنامي من فنادق الفئة المتوسطة عالية الجودة في جدة.
وسنترو شاهين هو أول فندق ضمن مجموعة فنادق سنترو روتانا يتم افتتاحه في جدة، فيما يُعد فندق موفنبيك سيتي ستار الفندق الثالث من نوعه في المدينة حيث يجري العمل حالياً على بناء فندقين آخرين تابعين لمجموعة فنادق موفنبيك، ومن المتوقع افتتاحهما خلال الثلاث سنوات المقبلة.
وقد شهدت معدلات إشغال الفنادق في جدة تراجعاً بنسبة 4% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، غير أنها لا تزال قوية في المجمل إذ بلغت نسبتها 72% طبقاً للتقرير. وخلافاً لمعظم الأسواق الإقليمية الأخرى، سجل متوسط الأسعار اليومية في جدة أداءً قوياً طوال شهور الصيف (إذ ارتفع بنسبة 5% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي) بفضل السياحة الداخلية أثناء عطلات الصيف وموسم الحج في سبتمبر الماضي.
ومن ناحية أخرى، لا يزال الوضع الاقتصادي العام المحفوف بالتحديات وسط انخفاض أسعار النفط والإصلاحات الحكومية يزيد من تباطؤ الأعمال في قطاعات العقارات السكنية ومتاجر التجزئة والمكاتب.
وفي هذا الصدد صرح السيد جميل غزنوي، المدير الوطني ورئيس مكتب مجموعة جيه أل أل في السعودية، قائلاً: “في ظل تغيير الحكومة للتوجه الاستراتيجي للمملكة، تتفاوت نسب العرض والطلب تفاوتاً طفيفاً بين قطاعات المساحات الإدارية والوحدات السكنية ومتاجر التجزئة. كما شهد قطاع الفنادق تراجعاً في معدلات الإشغال بنسبة أربعة في المائة مقارنة بالربع الثالث لعام 2015 بالرغم من ارتفاع متوسط الأسعار اليومية خلال شهور الصيف.
كما شهد سوق المساحات الإدارية زيادة في عدد الوحدات الشاغرة خلال الربع الثالث نظراً لقيام الحكومة باستحداث تدابير لضبط قطاع الخدمة المدنية بغية تقليل النفقات الحكومية وزيادة مشاركة القطاع الخاص. واستجاب أصحاب الوحدات للمناخ الاقتصادي الحالي بتفاؤل، وقاموا بتحويل مكاتبهم إلى أصول بديلة كالفنادق على سبيل المثال”.
ويذكر التقرير أن قطاع التجزئة تأثر بظاهرة “اقتصاد ما بعد عصر النفط والذي شهد تقليصاً للدعم وفرضاً للضرائب”. ونتيجة لذلك، فقد أثرت هذه العناصر على قدرة الأسر السعودية على الإنفاق، مما أثر بدوره على الطلب على متاجر التجزئة في جدة.
ويقول السيد جميل: “رغم أن عدد الوحدات الشاغرة في قطاع التجزئة قد انخفض مقارنة بالسنة الماضية، إلا أنه ارتفع من 7% إلى 10% مقارنة بالربع السابق من هذا العام في ظل دخول السوق إجمالاً في حالة هدوء. وتعزي هذه الشواغر في المقام الأول لمراكز التسوق في المناطق الأقل تميزاً، مع انخفاض عدد الوحدات الشاغرة في مراكز التسوق المميزة”.
وفي ظل تقليل عدد الوظائف في قطاع الخدمة المدنية، يتأثر السوق السكني بما ينجم عن ذلك من ضعف يصيب القوة الشرائية لموظفي القطاع العام، فيما يقترب السوق الآن من ذروة دورته الحالية ويبدي علامات هدوء مبدئية في بعض القطاعات.
وهنا يضيف السيد جميل قائلاً: “ومع أخذ هذا بعين الاعتبار، فإن ظروف السوق تصب الآن في صالح المستأجرين الذين يبحثون عن شغل الوحدات الشاغرة. فهم الآن في وضع يسمح لهم بالتفاوض على أسعار إيجار أقل، مما يزيد الطلب على سوق الإيجارات في القطاع السكني”.
ملخص أبرز نتائج القطاع – جدة:
المساحات الإدارية: تم إنجاز العديد من المباني الإدارية خلال الربع الثالث، ويقع معظمها في شارع الأمير سلطان، وتضيف هذه المباني إلى السوق أكثر من 23 ألف متر مربع من المساحات الإدارية. وكانت الإضافة الأكبر من نصيب برج العليا الذي أضاف 10 آلاف متر مربع. وقد تأجل إنجاز مشروع إعمار سكوير إلى الربع الرابع لعام 2016. وبعد تسليم مشروع إعمار سكوير، ستكون المشروعات البارزة التالية التي سيتم تسليمها هي المرحلة الأولى والثانية من أبراج ليليان المتوقع إنجازهما في عامي 2017 و2018 على التوالي والبرج التجاري في مشروع جدة باركو المتوقع إنجازه في عام 2018.
وشهد الربع الثالث إخلاء عدد من الوحدات معظمها كان يشغلها مستأجرون من قطاعي الطاقة والتشييد والبناء. ولم يطرأ تغيير يذكر على أسعار الإيجار في ربع السنة الحالي مقارنة بالربع السابق، إذ ظلت ثابتة عند 1124 ريال سعودي في الربع الثالث، بينما سجلت أسعار الإيجار مقارنة بنفس الفترة في العام الماضي تراجعاً طفيفاً بنسبة 1 في المائة.
الوحدات السكنية: يبلغ إجمالي المعروض من الوحدات السكنية في جدة في الوقت الحالي حوالي 800 ألف وحدة، دخل منها حوالي 4 آلاف وحدة إلى السوق في الربع الثالث. وتتضمن قائمة المشاريع المستقبلية عالية الجودة ومتوسطة الارتفاع كلاً من جاردينيا ريزيدنس وديار السلام ريزيدنس اللذان أوشكا على الانتهاء. ومن المتوقع كذلك أن يُضاف برج جديد إلى فئة الأبراج عالية الارتفاع وذلك عند الانتهاء من مشروع أبراج فارسي سفن، والمتوقع إنجازه قبل نهاية العام.
وقد طرأ تغيير طفيف على قطاع الشقق مقارنة بالربع السابق من هذا العام مع ثبات معدلات البيع والإيجار دون تغيير. وبالمقارنة بنفس الفترة في العام الماضي، نلاحظ أن المبيعات سجلت تراجعاً طفيفاً في حين ارتفعت الإيجارات بحوالي 3 في المائة. وفيما يخص قطاع الفلل، استمرت علامات التباطؤ مع تراجع المبيعات بنسبة 4 في المائة مقارنة بالربع السابق من العام و7 في المائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، في حين حافظت الإيجارات على استقرارها نسبياً بزيادة هامشية بلغت 1 في المائة.
متاجر التجزئة: شهد الربع الثالث اكتمال بناء مشروع غاليريا الذي تديره شركة إيلاف مما زاد المعروض من متاجر التجزئة عالية الجودة بمساحة أكبر قليلاً من 2900 متر مربع. ويبلغ حالياً إجمالي مخزون المساحة المتاحة 1.15 مليون متر مربع. وظلت أسعار الإيجار مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي مستقرة نسبياً لكل من مراكز التسوق الإقليمية والإقليمية المميزة حيث انخفضت بنسبة 1 في المائة. فيما ارتفعت أسعار إيجارات مراكز التسوق الإقليمية مقارنة بالربع السابق من هذا العام بنسبة 5 في المائة، وهو نفس معدل الزيادة في ربع السنة السابق، فيما تباطأ النمو في سعر الإيجار للمراكز الإقليمية المميزة بنحو 5 في المائة.
وقد بدأ ضعف القدرة الشرائية يلقي بظلاله على الطلب على متاجر التجزئة. ورغم أن عدد الوحدات الشاغرة قد انخفض بنسبة 2 في المائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، إلا أنه ارتفع من 7 في المائة في الربع الثاني إلى 10 في المائة في الربع الثالث من هذا العام.
الفنادق: شهد الربع الثالث لعام 2016 افتتاح اثنين من الفنادق الشهيرة عالمياً وهما فندق موفنبيك سيتي ستار (228 غرقة وجناح) وسنترو شاهين (254 غرفة وجناح)- مما زاد المعروض المتنامي من فنادق الفئة المتوسطة عالية الجودة في المدينة.
ويبلغ إجمالي المعروض من الغرف عالية الجودة في جدة حوالي 9400 غرفة. ومن المتوقع افتتاح 700 غرفة أخرى خلال الشهور الثلاثة القادمة في فندق أصيلة روكو فورتيه وريتز كارلتون ونوفوتيل جدة في شارع تحلية.
وقد انخفضت معدلات الإشغال بنسبة 4 في المائة لتصل إلى 72 في المائة من بداية العام حتى شهر أغسطس مقارنة بالسنة الماضية. وفيما شهد النصف الأول من السنة انخفاض متوسط الأسعار اليومية عنه خلال نفس الفترة من السنة الماضية، يسجل الربع الثالث نتائج أفضل. وقد انعكس التأثير الكبير لموسم حج 2016، الذي بدأ في أوائل شهر سبتمبر، على متوسط الأسعار اليومية من بداية السنة وحتى شهر أغسطس إذ ارتفع بنسبة 5 في المائة ليصل إلى 270 دولار مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية.