جدة – البورصة والاقتصاد:

 

 

كشفت أحدى الشركات المتخصصة في تقديم خدمات المعلومات التقنية والأبحاث تقريراً عن توقعاتها بإرتفاع إجمالي قيمة سوق خدمات تقنية المعلومات في المملكة العربية السعودية إلى 3.09 مليار دولار في العام 2015. ويمثل ذلك زيادة سنوية تبلغ 12.5%، حيث أشارت شركة الأبحاث العالمية إلى خمس مشاريع لتوسيع وتحديث البنية التحتية على نطاق واسع في قطاعات الحكومة والمال والرعاية الصحية والتعليم والنقل، باعتبارها عوامل دافعة رئيسية للسوق.

وقال عزير مجتبى، خبير تحليل الأبحاث لخدمات وبرمجيات تقنية المعلومات بشركة IDC المملكة العربية السعودية، “لتتمكن منشآت القطاع الخاص من تعزيز انتشار أعمالها وفهم عملائها بشكل أفضل واتخاذ القرارات بكفاءة أعلى، فإنها تستثمر في أدوات الأعمال الذكية وحلول التحليلات، وكذلك في تقنيات الاتصالات المتنقلة. وفي الوقت نفسه يستثمر القطاع الحكومي بشكل مكثف في تحويل خدماتها التي تقدمها للمواطنين إلى رقمية. ويعمل برنامج الخدمات الحكومية الالكترونية “يسر” على دعم هذه المبادرة من خلال دمج البنية التحتية لتقنية المعلومات للجهات الحكومية والوزارات، بما يمكن من تحويل توفير الخدمات إلى مركزي للعملاء الداخليين.”

وأضاف مجتبى، “ما يزال أمن المعلومات يشكل المصدر الرئيسي للمخاوف بين قادة الأعمال، ونحن نشهد استثمارات كبيرة على حلول أمن المعلومات المتطورة، حيث تستثمر المنشآت في القطاع المصرفي والمالي على التوسع في قواعد البيانات وقواعد البيانات الجديدة، مع التركيز بشكل خاص على دمج حلول استمرارية الأعمال والتعافي من الكوارث ضمن بنياتهم التحتية من أجل ضمان توافر الخدمات للعملاء بأقصى ما يمكن. ويشهد قطاع شركات الاتصالات كذلك تحولاً رئيسياً، حيث تسعى شركات الاتصالات إلى تعزيز محافظ خدماتها لتصبح مقدمي خدمات تقنية معلومات متكاملة.”

واختتم مجتبى قائلاً، “إن مجتمع المستخدمين النهائيين الذي يتميز بحساسيته تجاه الأسعار والنقص بشكل عام في إجراءات التعيين الرسمية يعني أن سوق خدمات تقنية المعلومات في المملكة يتميز ببيئته القائمة على العلاقات، وفي هذه البيئة سيتمكن مقدمو الخدمات المتطورون فقط من زيادة حصتهم في السوق، وستكون الأولوية القصوى لتطوير قدرات في مجال التقنيات الناشئة. إضافة إلى ذلك، يتطلب تطبيق حلول تقنية المعلومات المعقدة استخدام كوادر مؤهلة في تقنية المعلومات لتشغيل البنية التحتية الجديدة لتقنية المعلومات. وستفكر المنشآت التي لديها نقص في الكوادر المؤهلة الداخلية في الاستثمار في الخدمات المدارة، وبالتالي فسيكون من المهم لمقدمي الخدمات أن يقدم خدمات مدارة عالية الجودة ومرتبطة باتفاقيات مستوى خدمة موضوعة بشكل جيد، بما يساعد على بناء علاقات قائمة على الثقة مع عملائهم. ومن المؤكد أن تطبيق اسلوب استشاري لمواجهة مشاكل الأعمال الخاصة بالعملاء سيمضي بعيداً نحو ابتكار ميزة تنافسية لمقدمي خدمات تقنية المعلومات.”

كما يقود مقدمو الخدمات المحليون البيئة التنافسية في سوق خدمات تقنية المعلومات بالمملكة، حيث أن أكثر من نصف أكبر 10 مقدمي خدمات هم منشآت محلية. وعلى أي حال، يقوم مقدمو الخدمات العالميون بشكل تدريجي بزيادة حصصهم في السوق، بما يسهم في تصاعد المنافسة والتأكيد على تطوير الخدمات. ولمواجهة التحديات الناشئة عن مختلف العوامل، يستمر مقدمو الخدمات في العمل من أجل وجود هياكل تنظيمية مناسبة. ونظراً لهذه التطورات فإن المتوقع أن تتمكن الخدمات المدارة وخدمات المصادر الخارجية من حشد الزخم في السوق في ظل تزايد النظر إليها كوسيلة أكثر كفاءة وأكثر فعالية لإجراء الأعمال.

ومن جهته قال حمزة نقشبندي، مدير خدمات تقنية المعلومات بشركة IDC المملكة العربية السعودية، “تتوقع IDC أن يستمر سوق خدمات تقنية المعلومات في المملكة في تحقيق نمو بارز على مدى السنوات المقبلة، ويرجع ذلك بشكل أساسي لمبادرة الحكومة الالكترونية، ومساعي تطوير الاتصالات وتقنية المعلومات عبر كافة القطاعات، ومشاريع تطوير البنى التحتية، مثل مشاريع التوسع في مراكز المعلومات. وفي الوضع الاقتصادي الحالي الذي نشهد فيه انخفاض أسعار النفط وانخفاض الإنفاق الحكومي، ستدفع ضغوط التكلفة وانخفاض الأرباح المنشآت السعودية لإعادة تقييم ميزانية تقنية المعلومات، مما قد يؤدي إلى إبطاء النمو في الإنفاق على خدمات تقنية المعلومات.”

وأضاف نقشبندي، “سيحتاج مقدمو خدمات تقنية المعلومات للاستثمار في تطوير قدراتهم على تقديم الحلول – بما في ذلك الإدارة المتميزة وإدارة المشاريع والحوكمة والمخاطر والالتزام – حيث أن هذه العناصر أصبحت هي التي تشكل الفرق في القدرة على المنافسة وفي التغير السريع في سوق خدمات تقنية المعلومات بالمملكة. إضافة إلى ذلك، سيؤدي تعزيزعلاقات الشركات، علاوة على التوجه نحو نهج استشاري أكثر نشاطاً فيما يتعلق بتقديم المشاريع والذي يعمل على تطوير حلول استجابة لاحتياجات المستخدم النهائي، إلى مساعدة مقدمي الخدمات على أن يصبحوا شركاء مفضلين يعتمد عليهم.”